خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ذكريات «شتوية»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان تفتح فضيحة غرق وسط عمان بمياه الأمطار يوم الخميس، شريط الذكريات لـ «شتويات» أيام زمان، وأنا شخصياً أعتقد أن «شتوية» هذا العام، لم يمر مثلها على الأردن منذ عشرات السنين، من حيث كميات الأمطار الهائلة التي سقطت، أو من حيث البرد القارص الذي رافق المنخفضات الجوية المتتابعة، سواء كان مصدرها «قطبي أو قبرصي»، وهو برد «يقص المسمار» كما يقال !

وهذه أول مرة يمتلئ فيها سد الملك طلال، منذ أربعة عقود كما أعلنت وزارة المياه. أنشئ السد على سيل الزرقاء في محافظة جرش عام 1977، بكلفة تقدر بـ 34 مليون دينار أردني، وتبلغ سعة تخزينه 75 مليون م3، وتستعمل مياهه لتوليد الكهرباء، وري المزروعات في منطقة الأغوار، حيث أصبح السد المصدر الرئيس لتزويد قناة الملك عبد الله بمياه الري، خاصة بعد أن سرق العدو الصهيوني الجزء الأكبر من مياه نهراليرموك التي تغذي القناة، أما الجزء المتبقي فقد تم تحويله لتزويد عمان بمياه الشرب.

رغم ما يقال عن تلوث مياه السد بسبب تعدد مصادرها، وبضمنها مياه عادمة من مخرجات العاصمة عمان ومدينة الزرقاء.

وفي بعض المواسم الزراعية تظهر مؤشرات على تلوث بعض المحاصيل الزراعية، فيتم تبريرها بنوعية مياه السد، وقبل ذلك كانت مياه السيل تقطع مسافة طويلة، عبر منطقة الغور الأوسط، وتصب في نهر الأردن «الشريعة» وتنتهي بالبحرالميت،ولا زلت أذكر ونحن صغار، الفترات التي كان يمتلئ خلالها السيل بالمياه خلال فصل الشتاء، ويحمل معه الصخور والحجارة والطمي، وكنا نسمع هدير صوت مياهه من مسافة كبيرة، كما كنا نسمع ليلا صوت مياه «الشريعة»، عندما تفيض خلال الشتاء في سنوات الخير !

كنا في فصلي الخريف والربيع، نمشي بضعة كيلومترات للوصول الى مدرسة معدي الثانوية، وننزع الاحذية لعبور سيل الزرقاء، لكننا في الشتاء عندما يفيض السيل، نلبس «الجزم » ونضطر لسلوك طريق مضاعف لتلافي عبور السيل !

لم تحدث مثل «كارثة الخميس» في عمان، ولم يشهد الاردن عامة منذ عقود مثل فاجعة البحر الميت في أول شتوة، وفيضانات البترا ومادبا وبعض مناطق الجنوب في الشتوة الثانية! وحتى قبل أن تتضخم عمان وتتوسع وتزدحم بالعمارات والسيارات، وتزداد تحصيلات الأمانة من الاموال: «ضرائب ومسقفات ورسوم رخص المهن، ورسوم الأبنية والغرامات ومخالفات السير وغير ذلك.. «مقابل الخدمات التي يجب أن تقدمها للمكلفين ودافعي الضرائب..أفرادا وشركات ومحال تجارية ومصانع وأصحاب مهن، ورغم بساطة البنية التحتية وقدمها، كانت الأحوال تسير بيسر وسهولة !

كانت «الشتويات» نعمة وليس نقمة ! يستمتع الناس بهطول الأمطار وفي بعض السنوات الثلوج، كان سعر الكاز والسولار في متناول اليد، حتى الفقراء ومن تنقصهم وسائل التدفئة، كانوا يقضون حاجتهم باستخدام الحطب !

أما في عام 2019، فبعد التجربة بدت الأخبار عن إعلان الامانة ووزارتي البلديات والاشغال العامة حالة الطوارئ القصوى، لمواجهة تداعيات المنخفضات الجوية أقرب الى نكتة تثير الضحك، ومادة للتسلية والتهكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ربما الجهاز الاكثر مصداقية وجدية وكفاءة بالأداء،في مثل هذه الظروف هو جهاز الدفاع المدني.

ورغم هطول كميات هائلة من الأمطار هذا العام، بكميات تكفي قارة آسيا لعشر سنوات لكن الجزء الأكبر منها ذهب هدرا، ونسبة امتلاء السدود لا تزال تراوح حول نسبة 40 بالمئة تقريبا، بسبب عدم وجود ما يكفي حاجة البلد من سدود «الحصاد المائي»، وعلى الأرجح ستتكرر في فصل الصيف نفس معاناة المواطنين في مناطق عديدة، من نقص مياه الشرب وتأخر الدور في الحصول على مياه الشرب وانقطاعها لفترات طويلة، بسبب رداءة شبكة المياه وقدمها والترهل الاداري !

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF